منتدى عرب تايمز2
شرح كتاب القواعد الاربعة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا شرح كتاب القواعد الاربعة 829894
ادارة المنتدي شرح كتاب القواعد الاربعة 103798
منتدى عرب تايمز2
شرح كتاب القواعد الاربعة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا شرح كتاب القواعد الاربعة 829894
ادارة المنتدي شرح كتاب القواعد الاربعة 103798
منتدى عرب تايمز2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عرب تايمز2

معلومات عنك انت متسجل الدخول بأسم {زائر}. آخر زيارة لك الأربعاء ديسمبر 31, 1969. لديك23مشاركة.
 
الرئيسيةشرح كتاب القواعد الاربعة I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول
Gaming Lagoon
<minute workers

 

 شرح كتاب القواعد الاربعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
houcine10
عضو جديد



عدد المساهمات : 1
نقاط التميز : 3
تاريخ التسجيل : 13/06/2011

شرح كتاب القواعد الاربعة Empty
مُساهمةموضوع: شرح كتاب القواعد الاربعة   شرح كتاب القواعد الاربعة Emptyالإثنين يونيو 13, 2011 6:38 pm

شرح القواعد الأربع

فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك فسدَت، كالحدث إذا دخل في الطهارة، كما قال تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ .
________________________________________
نعم. يقول المؤلف -رحمه الله-: إذا عرفت أن الله تعالى خلقك لعبادته، عرفت، كل إنسان يعرف أن الله خلقه لعبادته، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فاعلم وتيقن أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، والتوحيد هو الإخلاص، هو إخلاص الدين الله، والإخلاص معناه أن تتبرأ من عبادة كل معبود سواه، وهو الكفر بالطاغوت، الإخلاص هو الكفر بالطاغوت، العبادة لا تسمى عبادة إلا مع الإخلاص، يعني: إلا مع الكفر بالطاغوت.
والطاغوت كل معبود سوى الله، ومعنى الكفر بالطاغوت يعني البراءة، البراءة من كل عبادة معبود سوى الله، البراءة منها ونفيها وإنكارها وبغضها ومعاداتها، ومعاداة أهلها، هذا الكفر بالطاغوت، الكفر بالطاغوت: كل ما عُبِدَ من دون الله طاغوت، والكفر به معناه إنكاره ونفيه، والبراءة منه وبغضه ومعاداته، ومعاداة أهله.
فالعبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد؛ لأن الإنسان إذا صلى، هل يكون موحدا؟ ما يكون موحدا إلا إذا أخلص العبادة، يصلي ولّا يصلي لله، بمعنى ينكر وينفي ويتبرأ من عبادة كل معبود سوى الله، لا بد من هذا.
أما إذا كان الإنسان يصلي فقط، قد يصلي لله ويصلي لغيره، مرة يصلي لله ومرة يصلي لغيره، كما يفعل المشركون يعبدون الله ويعبدون غيره، هم مشركون يحجون على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجاهلية، يحجون ويصلون ويصومون، لكن يشركون، يعبدون الله ويعبدون غيره؛ ولهذا قال المشركون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: اعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة، فأنزل الله: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ قطعا لأطماعهم، لأطماع المشركين.
لا يمكن أن نوافقكم، وأنتم لا يمكن أن توافقوني ما دمتم على شرككم، إذن العبادة ما تسمى عبادة إلا مع التوحيد، والتوحيد هو الإخلاص لله، والبراءة من كل معبود سوى الله.
كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، لو صلى إنسان وهو لم يتطهر، هل تسمى صلاة؟ ما تسمى صلاة. فكما أن الصلاة إذا دخل الحدث بطلت، فكذلك العبادة إذا دخلها الشرك بطلت، الطهارة إذا دخلها الحدث، كان الإنسان متطهرا ومتوضئًا ثم أحدث، خرج منه بول أو غائط أو ريح، أين الطهارة؟ بطلت وزالت ولا تصح الصلاة.
كذلك التوحيد، الإنسان يوحد الله، يعبد الله، يصلي ويصوم، لكن أشرك، قال: يا رسول الله، اشفع لي، أو قال: مدد يا بدوي مدد يا عبد القادر أو ذبح للبدوي أو للرسول، أو للقمر، أو للنجم، أو طاف بغير بيت الله تقربا إليه، أو صلى أو ركع لغير الله، أيش يكون؟ بطل توحيده، دخل الشرك وبطل التوحيد، صار وثنيا، انتقل من كونه موحدا إلى كونه وثنيا؛ لأن الشرك دخل في العبادة فأبطلها.
فكذلك الإنسان إذا تطهر وصلى، صارت الصلاة صحيحة، لكن إذا أحدث، بعدما تطهر أحدث وبال أو تغوط، أو خرج منه ريح، بطلت الطهارة، ولا تصح الصلاة معه.
فكذلك العبادة إذا عبد الإنسان ربه ثم أشرك بطلت العبادة وفسدت، وصار من أهل الشرك والأوثان نسأل الله السلامة والعافية، كما قال الله -عز وجل-: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ "شاهدين على أنفسهم بالكفر" أعمالهم تشهد عليهم أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ المشركين ليسوا من عمار المساجد، ولو عمروها حسيًا ولو بنوها، المراد العمارة المعنوية، العمارة بالعبادة والتوحيد والطاعة، المشركين ليسوا من عُمَّار المساجد: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ نعم
فائدة معرفة القواعد التي يتميز بها الكافر من المؤمن
لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، وذلك بمعرفة أربع قواعد.
________________________________________
نعم. إذا عرفت هذا، عرفت أن أهم ما عليك أن تميز التوحيد من الشرك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك، وذلك بمعرفة هذه القواعد الأربع التي يتميز بها الكافر من المؤمن، والموحد من المشرك، أربع قواعد، نعم.


تعريف الحنيفية
اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفيةَ ملةُ إبراهيم وهو أن تعبد الله مخلصا له الدين، -أن الحنيفيةَ ملةَ إبراهيم نعم- اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفيةَ ملةَ إبراهيم وهو أن تعبد الله مخلصا له الدين، وبذلك أمر الله -جل وعلا- جميع الناس، وخلقهم لها، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .
________________________________________
نعم. يقول المؤلف -رحمه الله-: اعلم أرشدك الله لطاعته، اعلم، يعني تيقن واجزم، فإن العلم حكم الذهن الجازم، اعلم، تيقن من غير شك، ومن غير تردد، اعلم، يعني تيقن واجزم، ثم دعا لك أيضًا دعاء أن أرشدك الله لطاعته. سأل الله أن يرشدك لطاعته، وهذا من نصحه -رحمه الله- "اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين". هذه الحنيفية.
إذا قيل لك: ما هي الحنيفية ملة إبراهيم ؟
الجواب: أن تعبد الله مخلصا له الدين، هذه هي الحنيفية. هذه هي الحنيفية التي قال الله لنبينا -صلى الله عليه وسلم-: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ التي أُمِرَ نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن يتبعها.
ما هي الحنيفية ملة إبراهيم ؟ أن تعبد الله مخلصا له الدين، والحنيفية هي التوحيد، وهي دين الإسلام، سميت حنيفية لكونها من الحَنَف، وهو الميل، لكونها مائلة عن الشرك؛ ولهذا تسمى دين الإسلام، تسمى الملة العوجاء، تسمى الملة العوجاء؛ لأنها منحرفة، حنيفية منحرفة ومائلة عن الشرك والبدع، وإن كانت في نفسها مستقيمة، أي في نفسها مستقيمة، لكنها عوجاء بالنسبة لميلها عن ملل الكفر وعن البدع، فالحنيفية ملة إبراهيم سميت حنيفية لكونها مائلة عن الشرك، ومستقيمة على الحق.
الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين تعبد الله مع الإخلاص، شيئان: عبادة مع إخلاص، أما عبادة واحدة فلا، لو قيل: تعبد الله فقط، ما يكفي؛ لأن الإنسان قد يعبد الله ويعبد غيره معه، فالمشركون يعبدون الله ويعبدون معه غيره، ما صارت الحنيفية، ما تكفي العبادة، لكن لا بد من أمرين: أن تعبد الله مخلصا له الدين، وإذا كان تعبده مخلصا له الدين، هذا هو معنى لا إله إلا الله، (لا إله إلا الله) عبادة مع إخلاص، نفي وإثبات، تنفي عبادة عن غير الله، وتثبتها لله.
أن تعبد الله، بمعنى أنك تتقرب إلى الله بالعبادات، وتوجه جميع إراداتك إلى الله -عز وجل- مع الإخلاص، بمعنى أن تخصَّ الله بهذه العبادة، وتنفيها عن غيره، هذه هي الحنيفية ملة إبراهيم تعبد الله بالدعاء ولا تدعو غيره، تعبد الله بالذبح ولا تذبح لغيره، تعبد الله بالركوع ولا تركع لغيره، تعبد الله بالسجود ولا تسجد لغيره، تعبد الله بالصلاة ولا تصلي لغيره، تعبد الله بالصلاة هذا عبادة الله، ولا تسجد لغيره، هذا الإخلاص، تسجد لله هذا عبادة الله، ولا تسجد لغيره هذا الإخلاص.
لا بد من الأمرين أن تعبد الله مخلصا له الدين.
يقول المؤلف: "وبذلك أمر الله العباد وخلقهم لها"، أمر الله جميع العباد بهذه الحنيفية ملة إبراهيم وخلقهم لها، خلق الله جميع الخلق ليعبدوه، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الجن والإنس خلقوا لماذا؟ للتوحيد والإخلاص، لعبادة الله وتوحيده وإخلاص الدين له، وهي الحنيفية ملة إبراهيم نعم.
لا بد من أن نميز التوحيد من الشرك حتى نتخلص من الشرك
فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة.
________________________________________
نعم، إذا عرفت أن العبادة إذا دخلها الشرك بطلت وصار صاحبها من أهل النار صار وثنيا، من أهل النار المخلدين فيها، فإذن إذا تحققت من هذا، صار أهم ما عليك أن تتبين معرفة التوحيد والشرك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة التي فيها التباس الحق بالباطل، والتوحيد بالشرك، لا بد أن تميز التوحيد من الشرك، تميز العبادة من غيرها، العبادة الصحيحة من العبادة الفاسدة، لعل الله أن يخلصك ويسلمك من الشرك، نعم.
هذه مقدمة قبل البدء في القواعد الأربع، مقدمة عظيمة للمؤلف -رحمه الله-، ثم بعد ذلك ذكر القواعد الأربع التي يتميز بها المشرك من المؤمن، والموحد من الكافر، نعم
القواعد الأربع مأخوذة من كتاب الله عز وجل
وذلك بمعرفة أربع قواعد، ذكرها الله -جل وعلا- في كتابه.
________________________________________
يعني القواعد الأربع، يقول: ما جبتهم من كيسي ولا من عندي، لا، هذه أخذتها من الكتاب العزيز، ما جئت بها من نفسي ولا جئت بها من فلان أو من علان، وإنما أخذتها من كتاب الله. نعم.
القاعدة الأولى
أن الكفار في زمن الرسول الذين قاتلهم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية
ولم يكونوا مقرين بتوحيد الألوهية
القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا مقرين أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار، الذي يدبر جميع الأمور، وما أدخلهم ذلك في الإسلام، والدليل قوله تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .
________________________________________
نعم. هذه هي القاعدة الأولى التي يتميز بها المشرك من الموحد: أن تعلم وتتيقن أن الكفار في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كفار مكة وكفار قريش وكفار العرب الذين قاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- واستحلَّ دماءهم وأموالهم، كانوا مُقِرِّين بتوحيد الربوبية، ولم يدخلهم في الإسلام، كانوا يقرون بأن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، المحيي، المميت، النافع، الضار، مسبب الأسباب، بيده كل شيء.
ومع ذلك، هذا التوحيد الذي أقروا به -وهو توحيد الربوبية- ما أدخلهم في الإسلام، ولا أخرجهم من الشرك، بل مع ذلك قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستحل دماءهم وأموالهم، وسبى ذراريهم وأموالهم، وهم يقرون بهذا التوحيد، لماذا؟ لأنهم أشركوا في توحيد العبادة والألوهية، ما يكفي الإقرار بتوحيد الربوبية، ما يكفي الإقرار بتوحيد الربوبية وحده، بل لا بد أن تضم إليه توحيد الألوهية.

الدليل على أن الكفار مقرون بتوحيد الربوبية، ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- الآية، وهي قول الله تعالى في سورة يونس: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قل -يا محمد - للكفار للمشركين مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ من الذي يرزق؟ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ من الذي يملك السمع والأبصار؟ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ومن الذي يخرج الميت من الحي؟ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ماذا يقولون؟ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .
إذن مقرون بهذا، والمؤلف اقتصر على آية، هناك آيات كثيرة.
مثل قوله تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ .
وقال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ .
وقال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ .
إذن هم مقرون بتوحيد الربوبية، ومع ذلك ما نفعهم هذا الإقرار، لماذا؟ لأنهم أشركوا في توحيد العبادة والألوهية، لا بد من التوحيدين، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، من أقر بأحدهما دون الآخر ما نفع لا يكون موحدا، لا بد أن يوحد الله في الربوبية والألوهية. نعم.
الشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة
القاعدة الثالثة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر على ناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد الصالحين ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأنبياء ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، وقاتلهم -صلى الله عليه وسلم- ولا فرق بينهم. هاه ولا فرق وللا ولم يفرق بينهم؟ فيه لبس طيب اقرأ.
والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة، والشفاعة المنفية ما كانت تُطْلَب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
والشفاعة المثبتة هي التي تُطْلَب من الله ، والشافع مكرم بالشفاعة، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن، كما قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ .
________________________________________
نعم. الشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة، يعني شفاعة باطلة منفية، وشفاعة حق.
فالشفاعة المنفية: هي التي تُطْلَب من غير الله، وهي الشفاعة لمشرك هذه باطلة، قال الله تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ وقال: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ هذه الشفاعة منفية، وإلا تكون للمشرك الذي يدعو غير الله، يطلبها من غير الله.
يقول: يا رسول الله، اشفع لي، هذا أشرك، طلبها من غير الله، وقال: يا بدوي اشفع لي، يا عبد القادر يا فلان. إذا طلبها من الله، ودعا غير الله، هذه منفية، هذه باطلة، ليس له شفاعة باطلة، المشرك ليس له شفاعة.
الثاني: الشفاعة المثبتة: وهي التي تُطْلَب من الله، يقول: يا رب، شفّع فيّ نبيك، يسأل الله، يا رب شفع فيَّ نبيك، وهو موحد، فالشفاعة المنفية للمشرك، هذه باطلة، والشفاعة المثبتة للموحد، وهو الذي يطلبها من الله، ولها شرطان:
الشرط الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.
والثاني: رضاه عن المشفوع له.
فالشافع الذي يشفع عند الله لا بد أن يأذن الله له، حتى نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة ما يبدأ بالشفاعة حتى يأتيه الإذن، يسجد تحت العرش ويحمد الله بمحامد يفتحها عليه، ويستمر ساجدا حتى يأتيه الإذن، فيقول الله -عز وجل-: يا محمد ارفع رأسك، وسَلْ تُعْطَه، واشفعْ تُشَفَّعْ هذا الإذن.
والثاني: رضا الله عن المشفوع له، الذي يشفع له لا بد أن يرضى الله عنه بأن يكون موحدا، والله لا يرضى إلا التوحيد، فلو شفع لمشرك ما رضيه الله؛ ولهذا قال الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ قال: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى فالشفاعة المنفية هي التي تُطْلَب من غير الله، وهي التي تكون من مشرك، هذه باطلة، منفية غير واقعة، ولا يمكن أن تحصل.
الثانية: الشفاعة المثبتة لموحد، لأهل التوحيد الذين يطلبونها من الله ولها شرطان: إذن الله للشافع أن يشفع، كما قال -سبحانه وتعالى-: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ورضاه عن المشفوع له، كقوله: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى نعم.
القاعدة الثالثة
أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
ظهر على ناس متفرقين في عباداتهم ولم يفرق بينهم
القاعدة الثالثة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر على ناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد الصالحين ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأنبياء ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، وقاتلهم -صلى الله عليه وسلم- ولا فرق بينهم.
والدليل قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ .
ودليل الشمس والقمر قوله -جل وعلا-: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ .
ودليل الصالحين قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا .
ودليل الملائكة قوله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ .
ودليل الأنبياء قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى .
وحديث أبي واقد الليثي قال -رضي الله عنه-: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال -صلى الله عليه وسلم-: الله أكبر، إنها السنن! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ .
________________________________________
نعم. القاعدة الثالثة من القواعد التي يتميز بها المشرك من المؤمن الموحد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه الله، وظهر على أناس من المشركين لهم معبودات شتى، لهم عبادات متنوعة، منهم من يعبد الشمس، ومنهم من يعبد القمر، منهم من يعبد الأشجار والأحجار، منهم من يعبد الملائكة، منهم من يعبد الصالحين منهم من يعبد الملائكة والأنبياء فكفَّرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلهم، ولم يفرق بينهم، كلهم جعلهم كفرة، لا فرق بين من يعبد الأشجار كافر، وقاتلهم، دمهم حلال، ومالهم حلال.
من يعبد الملائكة كافر، من يعبد الصالحين كافر، من يعبد الأنبياء كافر، كلهم كلهم كفرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يفرق بينهم، والدليل قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ والفتنة الشرك، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ يعني: حتى لا تكون شرك، حتى ينتهي الشرك ويأتي التوحيد، إذا جاء التوحيد انتهى القتال، "وقاتلوهم": استمروا في قتالهم حتى يذهب الشرك ويأتي التوحيد، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ يزول الشرك. وإذا جاء التوحيد، وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ هذا التوحيد، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ .
ولذلك قاتل النبي -صلى الله عليه وسلم- من يعبد الأشجار، واستحل دمه وماله، وقاتل من يعبد الأحجار، وقاتل من يعبد الصالحين وقاتل من يعبد الملائكة وقاتل من يعبد الشمس، وقاتل من يعبد القمر، كلهم كلهم كفَّرهم، وجعلهم وثنيين، ودماؤهم حلال، وأموالهم حلال، لا فرق.
فهذه قاعدة تعلم أن كل من عبد غير الله فهو مشرك ما فيه فرق بين من يعبد نبيا أو يعبد صالحا أو يعبد رسولا، أو يعبد شجرا، أو يعبد حجرا، أو يعبد جنيا، أو يعبد وثنًا، أو أي شيء معبود سوى الله يكون شركًا. لا بد أن تكون العبادة لله، التوحيد حق الله، لا يصرف لغير الله أيا كان.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه الله وظهر على أناس مشركين، معبوداتهم متنوعة، ومع ذلك سوَّى بينهم في القتال واستحلال الدم والمال، والحكم عليهم بالشرك والكفر، ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- أدلة.
الدليل أن هناك على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- من يعبد الشمس والقمر قول الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ نهى عن عبادتهم، "واسجدوا لله" والدليل على أن هناك من يعبد الصالحين قوله سبحانه: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا .
الذين تدعون من دونه لا يملكون كشف الضر -إزالة الضر الذي حصل بكم- ولا تحويله من حال إلى حال أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ يعني: هؤلاء الذين تدعونهم، قيل: إن هذه نزلت في قومٍ يعبدون الجن فأسلم الجن وبقي الذين يعبدونهم على شركهم، فأخبرهم الله، قال: الذين تدعونهم موحدون، وأنتم بقيتم على شرككم، أولئك الذين تدعون أيها الإنس المشركون
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ يعني: يبتغون القربة إلى الله بطاعته ويرجون رحمته ويخافون عذابه، إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا والدليل على أن هناك من يعبد الملائكة قول الله تعالى في سورة سبأ: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ .
والدليل على أن هناك من يعبد الأنبياء قول الله تعالى في شأن عيسى -عليه الصلاة والسلام-: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
والدليل على أن هناك من يعبد الأشجار والأحجار قول الله تعالى في سورة النجم: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى هذه الأصنام الكبيرة عند العرب لما بُعِثَ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان هناك أصنام كبيرة، هناك اللاتّ لأهل الطائف ثقيف وهو رجل يلت السويق للحاج، والسويق: الحب، الحب المحموص يبله باللبن، بالماء أو بالسمن، فلما مات عكفوا على قبره وعبدوه من دون الله. هذا الرجل الذي يلتّ السويق على صخرة، وقيل: إن اللات اسم للصخرة التي عبدوها، وقيل: إنه للرجل الذي يلتها. نقول: اللاتّ بالتشديد: اسم للرجل، أو اللات بتخفيف التاء: اسم للصخرة، صار صنمًا كبيرًا.
والعزى شجرة لقريش ومن حولها، ومناة بنية لأهل المدينة ومن حولهم على الساحل، هذه الأصنام الكبيرة ذكرها الله في قرآنه العظيم، والأصنام كثيرة حتى صار لكل أهل قبيلة صنم، بل صار لكل أهل بيت صنم يعبدونه، بل كان الإنسان ما يصبر على الأصنام -والعياذ بالله من المشركين - إذا خرج في البرية، وذهب لا بد يأخذ معه صنما يعبده، ماذا يعمل، يعني يأخذ الأحجار، يأخذ أحجارا ثلاثة للقدر الذي ينصبه.
إذا أراد يطبخ ولّا كذا يأتي بقدر، ويأتي بثلاثة أحجار ويضع القدر عليه، ما عندهم غاز مثل الآن، ثم بعد ذلك ينظر في ثلاثة أحجار، إذا الأحسن من الأحجار يأخذها له ربا يعبده، فيه ثلاثة، واحد يعبده، وإذا رأى حجرا ثانيا رماه وأخذ الجديد وعبده، حتى كان بعضهم إذا لم يجد شيئا يجمع ترابا، ثم يجعل الشاة يحلبها عليه، ثم يعبده، وبعضهم يأخذ قطعة من التمر ثم يعبدها، ويعبدها ثم يأكلها، هكذا وصلت بهم الحال، نسأل الله السلامة والعافية.
لكن هذه الأصنام الكبيرة الثلاثة: اللات والعزى ومناة أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى وحديث أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين في غزوة حنين -غزوة حنين بعد فتح مكة - ونحن حدثاء عهد بشرك اعتذار هذا من الصحابي يقول: نحن الآن حدثاء عهد، حدثاء: يعني قريب عهدنا بالشرك، يعني: أسلمنا من قريب ولم يتمكن الإيمان من قلوبنا، ما تمكن التوحيد.
النبي -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، ولمَّا فتح مكة انصرف لقتال هوازن في حنين في الحال، وأخذ معه من أهل مكة الذين أسلموا ما يقارب ألفين جددا، أسلموا جديدا، ما تمكن الإسلام في قلوبهم؛ ولهذا يقول أبو واقد الليثي "خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بشرك". يقول: "فمررنا بسدرة"، شجرة كبيرة للمشركين ووجدنا مشركين يتبركون بهذه الشجرة، ويعلقون بها أسلحتهم، يرجون بركتها، مشركين: وثنيين.
مروا بسدرة كبيرة عظيمة للمشركين هذه يدورون حولها، ويتبركون بها، ويعلقون فيها أسلحتهم، وينوطون يعني يتبركون بها. فقال الذين أسلموا من جديد - أبو واقد وجماعته-: يا رسول الله، لو جعلت لنا سدرة نتبرك بها كما يتبرك هؤلاء. لماذا قالوا؟ اعتذر الصحابي، "نحن حدثاء عهد بشرك". ما عرفوا التوحيد، ما تمكن الإيمان من قلوبهم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر عليهم، طلبوا الشرك، لكن هل وقعوا في الشرك؟ ما وقعوا فيه.
فيه دليل على أن الإنسان إذا أراد أن يفعل الشرك، وطلب الشرك، ثم زُجِر ونُهِي، وانتهى، ما يقع في الشرك. فلما قالوا: يا رسول الله، اجعل لنا سدرة نتبرك بها مثل هؤلاء، فزجرهم النبي، وقال: "الله أكبر، إنها السنن"! التعجب، تعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- من قولهم. "إنها السنن"، يعني: الطرق، أردتم أن تسلكوا مسلك المشركين السابقين الطرق، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ .
يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مقالتكم مثل مقالة بني إسرائيل لموسى النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل أيش؟ هذه المقالة مثل هذه المقالة، لكن هل هي مثلها؟ بنو إسرائيل قالوا لموسى اجعل لنا إلهًا نعبده، وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: اجعل لنا شجرة نتبرك بها، هل المقالة مثل المقالة، ولّا مختلفة؟ مختلفة، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعلها مثلها؛ لأن العبرة بالحقائق والمقاصد، ليست العبرة بالألفاظ، العبرة بالحقيقة والمقصد.
بنو إسرائيل قالوا: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: اجعل لنا شجرة كما لهم شجرة نتبرك بها. العبارة مختلفة، لكن المعنى واحد؛ لأن التبرك، اعتقاد التبرك بالشجرة، واعتقاد البركة، وأنها تنفع، وأنها كلها بركة، هذا شرك، كما أن بنو إسرائيل قالوا: "اجعل لنا إلها نعبده"، فالمعنى واحد.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ألغى الألفاظ، واعتبر أيش؟ واعتبر المقاصد والمعاني، "قلتم والذي نفسي بيده، كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ .
وفيه دليل على أن الإنسان إذا أراد أن يفعل الشرك عن جهل ثم زُجِر ونُهِي، ولم يفعل، لا يقع في الشرك؛ ولهذا زجرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ونبههم، فلم يقعوا في الشرك. نعم.
القاعدة الرابعة
أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين
القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين؛ لأن الأولين يخلصون لله في الشدة ويشركون في الرخاء، ومشركي زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة، والدليل قوله -جل وعلا-: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ .
________________________________________
نعم. القاعدة الرابعة: أن تعلم أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين، المعنى أن المشركين المتأخرين شركهم أعظم وأغلظ وأشد من شرك المتقدمين، طيب، هل الشرك فيه أعظم وأغلظ؟ نعم، كلهم مشركون، الأولون مشركون، والآخرون مشركون، لكن الأولين شركهم أخف، والمتأخرين شركهم أغلظ وأشد. فالشرك يتضاعف، كما أن الموحدين يتفاوتون في التوحيد والإيمان، بعضهم أقوى إيمانا وتوحيدا، فكذلك المشركون بعضهم أشد وأغلظ شركا.
فالمشرك الذي يدعو غير الله مشرك، لكن إذا كان يدعو غير الله، ويؤذي المؤمنين، ويفتنهم عن دينهم، ويحملهم على الكفر، يكون أشد ولّا الآخر؟ أشد؛ فالمشرك الذي يقتصر شركه على نفسه، هذا مشرك، لكن شركه خفيف، لكن المشرك الذي يشرك بالله، ويحمل المؤمنين ويؤذي المؤمنين ويفتنهم ويجبرهم على الشرك، هذا يكون أيش؟ يكون أغلظ وعذابه مضاعف.
قال الله تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ فرق بين الذي يكفر بنفسه فقط، ولا يؤذي غيره أو يصد عن سبيل الله، ويحمل الناس على الكفر ويؤذيهم، هذا كفر غليظ ذنبه أشد الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ فالمؤلف -رحمه الله- يقول: القاعدة الرابعة أن تعلم أن شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين، المتأخرين اللي في زماننا الآن، في زمان الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما بعده.
أن تعلم أن شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين، وأن شرك المتأخرين أغلظ وأعظم وأشد وأقبح من شرك الأولين. بيان ذلك: قال: بيان ذلك: أن الأولين يشركون في بعض الأحيان ويوحدون في بعض الأحيان، يشركون في وقت الرخاء والسعة، ويوحدون في وقت الشدة والضيق، فدل على أن هذا أخف، يشركون بعض الأحيان، وبعض الأحيان يوحدون، لكن ما ينفعهم هذا، ما ينفعهم كونهم يوحدون في بعض الأحيان، لا بد أن يكون الإنسان موحدًا في جميع الأوقات، فهذا أخف من الذي يشرك في جميع الأوقات.
فقال: المشركون الأولون يشركون في بعض الأوقات ويوحدون في بعض الأوقات، وأما المشركون المتأخرون فهم يشركون في جميع الأوقات، ما فيه وقت يوحدون، كيف ذلك؟ قال: المشركون الأوائل يشركون في الرخاء والسعة والراحة، وإذا جاءت الشدة والضيق وحَّدوا، كيف الشدة والضيق؟ إذا ركبوا في البحر وتلاطمت بهم الأمواج، وصارت السفينة تضرب يمينا وشمالا، وتتقلب بهم، قالوا: يا الله، يا الله، يا الله، وَحَّدُوا، زال الشرك، فإذا وصلوا إلى البر وشاطئ السلامة، قالوا: خلاص، صاروا يعبدون اللات والعزى والأشجار والأحجار، أشركوا.
فإذا ركبوا في الفلك وتلاطمت بهم الأمواج وحدوا، وإذا وصلوا إلى السعة والسلامة وزالت عنهم الشدة أشركوا، الدليل قول الله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين، ما فيه شرك، أخلصوا، له الدين: مخلصين له العبادة، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ ماذا يحصل؟ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ . وقال سبحانه: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا وقال -سبحانه وتعالى-: وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ .
إذن صار شرك الأولين أخف وأسهل؛ لأنه في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان يوحدون، أما شرك المتأخرين، فإنهم يشركون في الرخاء وفي الشدة، بل إنهم يزيدون بعض المشركين المتأخرين إذا ركبوا في الفلك وتلاطمت بهم الأمواج، قالوا: يا علي يا علي يا حسين يا حسين صاروا كلما اشتد زاد شركهم، صاروا يلهجون بمعبوداتهم، فصار شركهم في الشدة أشد، صاروا يلهجون بالمعبودات، يا فلان، يا علي يا كذا، يا كذا. واضح هذا.
وهناك أيضًا فارق آخر، فرق آخر بين شرك الأولين وشرك المتأخرين، ويتبين به أن شرك الأولين أخف، وأن شرك المتأخرين أشد، وذلك أن الأولين ماذا يعبدون؟ الأولون إما يعبدون نبيا أو صالحا أو شجرا، أو حجرا يعبد الله، ما يعبد إلا الأنبياء أو صالحين أو أشجارا وأحجارا تعبد الله، أو الشمس أو القمر وهما مسخرتان.
أما المتأخرون فزادوا عليهم، فصاروا يعبدون كفَّارا وفسَّاقا، وفرق بين من يعبد الكافر والفاسق، ومن يعبد الصالح والنبي، وإن كان كل منهم مشركا، هذا مشرك وهذا مشرك، لكن هذا شركه أشد وأغلظ، فالذي يعبد الكافر والفاسق أشد من الذي يعبد النبي والصالح والشجر والحجر، فالأولون لا يعبدون إلا أنبياء وصالحين، أو أشجارا وأحجارا تسبح الله، وأما الكفار فزادوا عليهم وعبدوا مع ذلك كفارا وفساقا، فصار شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين.
وشرك المتأخرين أغلظ من جهتين:
الجهة الأولى: أن المشركين الأوائل يوحدون الله عند الشدة ويخلصون، يوحدون الله عند الشدة ويشركون عند الرخاء، وأما المتأخرون فشركهم دائم في الرخاء والشدة.
الثاني: أن المشركين الأوائل يعبدون أشجارا، يعبدون أنبياء وصالحين، أو أشجارا وأحجارا تسبح الله، ولا يعبدون كفارا ولا فساقا، أما المتأخرون فزادوا عليهم، وعبدوا مع ذلك كفارا وفساقا، فصار شركهم أشد وأغلظ.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
وبعد الأذان الأسئلة إن شاء الله.
هذا أحد الإخوان يسأل يقول: متى تستأنف دروسك -إن شاء الله-؟
الدروس -إن شاء الله- تستأنف مع أول بدء الدراسة يوم 13 والإعلان -إن شاء الله- يعلن من قبل مكتب التوعية في الربوة، يعلنون إن شاء الله هذا، تبدأ الدروس -إن شاء الله- يوم 13، يوم 14 الدروس تبدأ يوم الأحد -إن شاء الله- يعلن عنها، وهذه الليلة هي أحد مشاركتنا في هذه الدورة -إن شاء الله- غدا ما فيه مشاركة، نسأل الله للجميع التوفيق.
وسائل يسأل يقول: كثرت الأسئلة عن جماعة التبليغ
نقول جماعة التبليغ معروف أنهم صوفية، ولا ننصح بالخروج معهم؛ لأنهم لا يدعون إلى التوحيد، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر، ويأمرونهم بالخروج، اخرج، اخرج، ويحتمون على الإنسان، يخرج أربعين في العمر، أربعين يوما، وكذا ويومين في كل أسبوع مرتين، وفي كل شهر ثلاثة أيام، كل هذا لا دليل عليه، اخرج، اخرج، يسمونها في سبيل الله، ويعتنون بالأذكار فقط، وكذلك يجعلون بعض العامة ينصحون ويدعون، وهم ليس لهم علم، ليس عندهم علم.
فننصح الشباب بالإقبال على الدروس العلمية وطلب العلم، وعدم الخروج، وإذا أراد الإنسان يدعو، فبعد ذلك، إذا تأهل يدعو إلى الله، أما أن يخرج وهو جاهل مركب ما يفهم، بعض الشيوخ الكبار يجعلونهم يتكلمون، شيوخ كبار ما عرف شيئا، ولا قرأ، يمكن ما يعرف ولا يكتب، يجعلون يتكلم في المسجد، ينصح، وبعضهم كان بعض الشباب الصغار ما درسوا ولا تعلموا.
وهو كذلك جماعة التبليغ إذا أمرت بالتوحيد ما يمكن يتركونك، يقول: لا تدعو للتوحيد، ولا تأمر، ولا تنه عن المنكر، ادعُ إلى كذا، ولا تكلم في أحد هذا، المقصود أن تنصح الطلبة بالإقبال على طلب العلم، والتعلم والتفقه والتبصر، ثم بعد ذلك الدعوة إلى الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. يقول السائل: يقول بعض الناس إذا أُمِرَ بقراءة كتب التوحيد: نحن الآن بحاجة إلى فقه الواقع، أما التوحيد فهو معلوم، معروف، فما رأيكم في هذا الكلام؟
هذا كلام باطل، التوحيد معلوم معروف! من قال لك: إنه معلوم ومعروف، كثير من الناس وقعوا في الشرك الآن، الشرك موجود الآن، هناك القبور تعبد من دون الله، ويُذبح لها، وينذر في كثير من البلدان الآن، والتوحيد ليس معروفا عند كثير من الناس.
هناك أيضًا أشاعرة معتزلة وجهمية وصوفية، وهناك وحدة الوجود، فلا بد أن يتبصر الإنسان ويتفقه في دينه، أما قوله: فقه الواقع! ففقه الواقع ماذا يفيد مع الشرك، إذا كان هو غير موحد أيش يفيد؟
فالموحد هو الذي يفقه الواقع، إذا تفقهت في دينك، وتعلمت، ودرست لمعتقد أهل السنة والجماعة عرفت الواقع، عرفت ما أنت فيه، عرفت الواقع، وعرفت الموحدين والمشركين وعرفت أن الذين يطوفون هذه القبور مشركون، وأن الذين يدعون غير الله مشركون، وأن الذين يذبحون لغير الله مشركون، وعرفت أن مذهب الصوفيين مذهب باطل، ومذهب الجهمية تعطيل، ومذهب المعتزلة مذهب باطل، هذا الذي يدرس التوحيد.
أما من لم يدرس التوحيد، ما يعرف الواقع، ولا يعرف واقع الناس، هذا باطل، كلام باطل، فالموحد الذي يدرس التوحيد هو الذي يعرف الباطل، والذي لا يدرس التوحيد لا يعرف الواقع، جاهل بالواقع، نعم.
يقول السائل: في نواقض الإسلام من لم يكفّر المشركين وشك في كفرهم كفر، ألا يقال: إن من يستحق التكفير يُكَفَّر من أي شخص، وهل للتكفير شروط ؟
نعم، لا بد أن تقوم الحجة على من يفعل الكفر، إذا قامت عليه الحجة؛ لأنه إذا كان جاهلا، ومثله يجهل هذا الشيء، إذا كان جاهلا، الذي تكلم أو عمل به، مثله يجهل هذا الشيء من الأشياء الخفية بالنسبة إليه، هذا لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة، نعم.
يقول: هل شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- الشفاعة الكبرى يوم الموقف تكون لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم، أم هي خاصة بالمؤمنين ؟
لا، عامة، شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الموقف عامة للمؤمنين والكفار ؛ لأنها شفاعة في إراحة الناس من الموقف، يشفع لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يحاسبهم الله، ويستريحوا من هذا الموقف، عامة لجميع الناس، جميع الأمم أولهم وآخرهم، مؤمنهم وكافرهم، نعم، أما الشفاعة في إخراج العصاة من النار، هذه خاصة بالموحدين نعم.
يقول السائل: قلتم في القاعدة الثانية إن من شروط الشفاعة المثبتة رضا الله عن المشفوع له، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يشفع لعمه أبي طالب وهو مشرك، كيف الجمع في ذلك؟
هذه مستثناة، هذا مستثنى، هذه خاصة، هذه شفاعة خاصة في تخفيف العذاب، وليست في الإخراج، شفاعته هذه مستثناة، خاصة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وخاصة بأبي طالب خاصة في كافر واحد، وهو أبو طالب وخاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذه مستثناة؛ لأن أبا طالب خفَّ كفره، حيث إنه كان يذود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحميه، فلما خف كفره جعل الله له هذه الشفاعة، وهي التخفيف، تخفيف العذاب.
وقد جاء في الحديث الصحيح: إن أهون الناس عذابا أبو طالب وإن في أخمصيه جمرتين يغلي منهما دماغه، وإنه ليظن أنه أشد الناس عذابا من شدة ما يجد، وهو أسهلهم وبلفظ آخر: إن أشد الناس عذابا لرجل له شراكان من نار -نعل من نار- يغلي منهما دماغه نسأل الله السلامة والعافية.
فالمقصود أن هذه شفاعة خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة بأبي طالب ؛ لأنه خفَّ كفره بسبب دفاعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وحمايته له وذوده عنه، ولكنها شفاعة تخفيف، لا شفاعة إخراج من النار، نسأل الله السلامة والعافية. نعم.
يقول السائل: ذكرتم -حفظكم الله- أن مشركي زماننا يدعون في الشدة: يا علي ويا حسين ثم ذكرت أنهم يدعون كفارا ومشركين! يقول: أود الإيضاح لأن في شبكة المعلومات من يستمع من الرافضة وقد يستدلون بقولكم على تكفيرنا لهؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم-.
نعم. هذا الصحابي، الأنبياء إذا دُعوا، من عبد الأنبياء وعبد الصالحين أو عبد الصحابة وهم لا يرضون، فليس عليهم إثم وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ كونهم يقولون: يا علي يا حسين هذا ليس هناك ذنب على علي ولا على حسين ؛ لأنهم ما رضوا، ما يرضون بهذا، إنما المشرك الذي يدعو، الذي يدعو هو المشرك، أما المدعو فإذا كان صالحا أو نبيا، فهو يبرأ إلى الله من عبادتهم، فليس عليه شيء، نعم.
يقول السائل: كيف الجمع بين هاتين الآيتين من حيث اعتقاد مشركي قريش قوله -جل وعلا-: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى وقوله -جل وعلا-: قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ في الثانية إنكار للبعث، فما الفائدة من عبادتهم إذن، فإذا كانوا ينكرون البعث، فلماذا يعبدون الله؟
المشركون منهم من ينكر البعث، ومنهم من يثبت البعث، فهم طبقات، وهم أقسام، وهم يدعونهم ليقربوهم إلى الله زلفى، حتى ولو في الدنيا أيضًا، المقصود أن ليس كل المشركين ينكرون، بعضهم ينكر البعث، وبعضهم يثبت البعث. نعم.
يقول السائل: رجل توفي وله والدته، وأمه هذه كبيرة في السن، فجعل القاضي من يقوم على شئونها، فهل يجوز لمن يقوم عليها أن يتنازل عن حقها من الميراث لأبناء هذا الرجل، حيث إنها لا تحتاج إلى هذا الإرث؛ لأنهم ينفقون عليها، وهي لا تعي تقريبا، فعمرها قريب من التسعين؟
لا الميراث، ميراثها لها، وليس لمن يقوم عليه أن يتنازل، ولا يملك أن يتنازل، ميراثها يبقى لها، ويولي القاضي عليها وليا، يولي الحاكم الشرعي عليها وليا يتولى شئونها وينفق عليها وعلى من يقوم عليها، يعني هذا الوالي. إرثها يكون لها، وهذا الإرث إنما يُعْطَى لوليه من قِبَل الحاكم، يولي عليها وليًّا، ويستلم ميراثها، ثم ينفق عليها، وينفق على من يقوم بشئونها، والباقي يبقى لها.
وأيضا لا بد أن يشتغل به ويعمل به، ينميه، أما هذا الذي يتولى مالها، هذا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي الشاعر
عضو جديد



عدد المساهمات : 1
نقاط التميز : 1
تاريخ التسجيل : 17/06/2011

شرح كتاب القواعد الاربعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح كتاب القواعد الاربعة   شرح كتاب القواعد الاربعة Emptyالسبت يونيو 18, 2011 2:23 am

شكرا كتير على الشرح الجيد اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح كتاب القواعد الاربعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مشروع ضخم لخدمة كتاب الله
» كتاب اعصار الزوار – ما لم تعرفه من قبل عن جلب الزوار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عرب تايمز2 :: المنتديات العامة :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: